الجمعة، 22 ديسمبر 2017

مساومة ... بقلم الأديبة والبروفيسور خديجة أجانا

مساومة

أملأ جيوب الوقت بحكايا
شخوصها ماكرة مخادعة مشاكسة.
تفتق أظافرها الحواشي ،
تقضم أسنانها خيوط الحبكة ،
تشرئب أعناقها ،
تتلصص على المستور
من خبايا و اسرار الوقت.
تتزاحم ، تتسابق ، تتخاصم ...
تتفرج على سيقان الوقت الطويلة ،
تتغامز ، تكيد له كيدا  ...
تتناوب على عضها و قرصها .
تخرق ميثاق التواصل ،
تخل بشروط الهدنة ...
تورطني حد الاصطدام مع الوقت.
يضيق صدره ،
يفقد صبره ،
ينتفض غاضبا مزمجرا :
" مؤامرة .. مؤامرة دنيئة ! "
ينفض جيوبه ،
تتعلق بشعيرات ساقيه ،
تقهقه ساخرة منه.
ينزع معطفه و يهمهم  :
" أف .. أف من قصصك و شخوصها  المشاكسة  ! "
صبرا علي أيها المزاجي ،
اشرب قهوتك ،
دخن سيجارتك ،
 ارفأ جيوبك و انتظرني
أغير ملامح الشخوص ؛
سأقلم أظافرها ،
أنزع أسنانها ،
أفقأ عيونها ،
و أقتلع ألسنتها ...
لكن لا تلمني إن حشوت رأسك بها
و طرزته بأفكارها .
لا تلمني إن تمردت و انفجرت فيه.
امتقع وجهه ،
جحظت عيناه ،
ارتجفت أطرافه ...
أطرق و تمتم  :
 " مكيدة  .. مكيدة دبرتها ليلا .. تريد إذلالي و الحد من سلطتي .. لنتفق  على  حل وسط. "
هات، اقترح، كلي آذان صاغية.
يتحمس و يساومني :
"سأكون طوع إشارتك ؛
أتمطط متى شئت ، و أتقلص متى شئت ..
لكن دعك من القصص و الحكايا ،
 انشغل بالقريض ،
دبج قصائد العشق و الغرام و ... "
يا محتال ، تريدني أن أخون مبادئي ،
أن أتخلى عن مواقفي ...
تريدني أن أقترف جريمة العشق ،
أن أغرم و أعشق ،
أن أدمن الانتظار  ،
أن  أذوب شوقا ،
و أجن  من الصبابة  ...
تريدني أن أطربك و أمتعك
 لتقص أجنحة خيالي و تحلق على متنها منتشيا ...
   
خديجة أجانا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق