الجمعة، 22 ديسمبر 2017

احتفال مختلف .. قصة قصيرة بقلم القاص والروائي سليم عوض عيشان ( علاونة )

( احتفال مختلف )  ؟؟!!
قصة قصيرة
بقلم / سليم عوض عيشان ( علاونة )
====================
( آخر ما جادت قريحة الكاتب ... ولم يسبق نشر النص من قبل )
تنويه :
 شخوص وأحداث النص حقيقية وقد وقعت بالفعل على أر ض الواقع ...
إهداء خاص :
 إلى بطلة النص " الطفلة  "  .. الفلسطينية ... السورية ... العراقية .. اليمنية ... العربية .
مقدمة :
 .. في ظل حصار ظالم رهيب .. وبطالة متفشية .. وفقر مدقع .. واحتلال ظالم .. فلا عجب أن يحتفل الأطفال على طريقتهم الخاصة .
 ( الكاتب )
-------------------------------------
( احتفال مختلف ) ؟؟!!
 .. رغم أنها كانت مهلهلة الثياب .. حافية القدمين .. منكوشة الشعر .. إلا أنها كانت جميلة .. جميلة القسمات رغم ما يحمله وجهها من تعبيرات الحزن والألم والمعاناة .
 تهيم على وجهها في الشوارع .. الأزقة ... والحواري ... لم تحاول أن تستجدي أحداً شيئاً .. فبها من عزة النفس ما يكفي لتغطية كل سكان الكون رغم ما بها من جوع وفاقه .
 كانت تلتقط الأشياء من هنا وهناك من تلك الفضلات التي كان يلقي بها سكان البيوت الأنيقة الراقية أمام الأبواب ..
 فثمة كسرة خبز هنا .. وثمة بقايا قطعة جبن هناك ... وثمة بقايا بعض حبات الفواكه هنا وهناك .
 لا يهمها النوم المريح في نهاية يوم طويل شاق .. فثمة بقايا جدران حجرة مهدمة تأويها .. وثمة خرق قماشية بالية ترتديها .. وثمة بقايا فراش مهلهلة تفترشها وتغطيها .. وثمة لقيمات وبقايا طعام تزدريها .
 مبكراً ؛ نهضت من الفراش .. راحت تحث  الخطي للخروج بهمة ونشاط .. تسابق نسمات الصباح قبل أن يسبقها أحد  لجمع فضلات الطعام من أمام بعض بيوت علية القوم من سكان العمارات و " الفلل " الراقية .. وقبل أن تسبقها القطط والكلاب الضالة بالوصول إليها والاستحواذ عليها .
 راحت تجمع بهمة ونشاط كل ما كان يصلح للآدميين من بقايا الطعام وبقايا قطع الفاكهة .. فاستغرق الأمر منها وقتاً لا بأس به .
 وقع بصرها على شيء مختلف ؟؟ ..  توقفت لبرهة تدقق النظر اليه .. كي تتأكد منه بشكل جيد .
 كانت قد سمعت عن اسمها من قبل ولكنها لم تكون قد رأتها أو تذوقتها قبلاً .
 حقاً بأنها لم تكن متكاملة .. وليست سليمة .. وليست مرتبة .. فهي مجرد بقايا ما يطلقون عليها لقب " تورتة " .. أو " كيكة " .
 راحت تجمع قطعها المتناثرة هنا وهناك قطعة قطعة وتصلح من شكلها ووضعها المهلهل .
 حانت منها التفاتة إلى زاوية أخرى قريبة .. فوقع بصرها على بعض بقايا الشموع المتباينة .. راحت تلتقطها بسعادة وسرور .. وتضعها إلى جانب بقايا " التورتة " .. " الكيكة " ... ولم تلبث أن اندفعت مهرولة بالإياب نحو بقايا البيت المهدم .
 راحت تصلح من شأن " التورتة " .. وتقوم بتجميع بقايا القطع المتناثرة وتضمها إلى بعضها البعض .
 راحت تحاول وضع " الشموع " المتكسرة  فوق قطع " الكيكة " المهشمة .
 وضعت الشمعة الكبيرة في الوسط وهي تتمتم :
 " هذه الشمعة لوالدي "
 وضعت الشمعة الأصغر إلى جانبها وهي ما زالت تتمتم :
 " وهذه الشمعة لأمي " .
 وضعت إلى جانبهما خمس شمعات صغيرة وهي ما زالت تتمتم :
 " وهذه الشموع لإخوتي وأخواتي  "
 عثرت على " ولاعة " .. راحت  تشعل الشموع ببطء وهي تبكي وتئن بصمت .
 بدأت بإشعال الشمعة الأكبر ؛ فالأصغر فالأصغر .. راحت تتمتم ببطء من جديد :
 " ها أنا أحتفل بكم جميعا على طريقتي ... فلماذا ذهبتم جميعاً وتركتموني وحيدة هنا ؟؟!!..  وكم كان بودي أن أكون معكم .. بعد أن غادرتم المكان بعد ذلك القصف الهمجي للعدو المتوحش على المنزل .. فغادرتم .. وذهبتم جميعاً .. " شهداء " ؟؟!!...


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق