السبت، 16 ديسمبر 2017

صانعة الجنة .. بقلم الأديبة المتميزة لطيفة عيسى

......... صانعه الجنه .........
يفترش حضن امه متأملا قطعه قماش سوداء تتهادى بين يديها على وقع أبره بذيلها خيط احمر قانى من الحرير .. ما زال ذلك الصغير يتأمل بدايه ونهايه قصه ابطالها أبره وخيط ..تلمع تلك العينين .. نظرات تعلن الانتصار .. لقد اكتشف معجزه لم يسبقه اليها بشر انها تلك الورود واغصان كثيره خضرا ء هى نفسها مكونات حديقتهم ... لقد انتقلت الورود والاشجار الى تلك البقعه السوداء حملتها أبره واستدرجها خيط .... يبتسم فتزداد ابتسامته غرورا ويزداد اعجابه بأكتشافه .. هو بطل ... يتأمل وجه امه ..مُرهقه ملامحها ولكنها جميله ..حزينه كل الوقت لكنها جميله ..شهيد اباه وخاله ابراهيم ايضا شهيد .. وما زالت هى جميله .... تطرز ثوبا جديدا ولكن ثوبها القديم الذى ابلاه شجر زيتون .. وكل فاكهة بُشر بها المؤمن ....ما زال ايضا جميلا .....لم يعد ذلك الصغير بحاجه الى فعل يدخله الجنه كما جاء فى حصه مدرس ماده الدين ... ذلك الغبى كيف لم يذكر لنا ان امهات فلسطين يصنعن اشجار الجنه ... يخترعن الفاكهه والخضار وان انتهين من زف شهيد ... لم يبرحن مكانهن... فشهيد الان ات .... هن بأنتظار ... . ذلك الاستاذ الغبى لا يعلم بوجود امى . ... لم ير معجزاتها ... هى قادره على احياء الارض وبعثها فى قطعه قماش ...... وها هى تصنع له الجنه ......................
لطيفه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق